الحاخام صالح نقّار – سيرة حياته
المرحوم الحاخام صالح نقّار – من أعلام فقهاء بابل والحاخام الرئيسي لكنيس "أرام نهراييم".
وُلِدَ الحاخام صالح نقّار في بغداد في مطلع القرن العشرين، ونشأ في بيت مفعم بالتقوى والتواضع وروح التعلم. وقد تميّز بقدرة استثنائية على الفهم والدراسة، حتى نال إجازة القضاء، وأصبح من أعمدة الفقه والإرشاد في جماعته.
---
قاضٍ في بابل – "צדק צדק תרדוף"
خدم الحاخام نقّار كقاضٍ في محاكم بغداد اليهودية، وعُرف بأحكامه الواضحة والمتّزنة والمبنية على الحكمة والإنصاف.
ذاع صيته بين الناس، وقيل إن كل من وقف أمامه – غنيًا كان أم فقيرًا، ضعيفًا كان أم قويًا – نال معاملة عادلة ومحترمة، تطبيقًا لقول الحكماء: "הוי דן את כל האדם לכף זכות" (אבות א’, ו’)
وكانت الآية التي سار على نورها: “צֶדֶק צֶדֶק תִּרְדֹּף” (דברים ט"ז, כ'),
وكما قال النبي:
“וְהָיָה הַמִּשְׁפָּט לְמִשְׁפָּט וְהַצְּדָקָה לְצְדָקָה” (ישעיהו כ"ח).
---
هجرته إلى أرض إسرائيل – رسالة لم تنقطع
في سنة 1951 (الرابع من أيّار 5711)، هاجر الحاخام صالح نقّار إلى أرض إسرائيل مع أبناء جماعته.
حمل معه تراث يهود بابل، وحكمة علمائها، وجذورًا عميقة يهودية قديمة، كما جاء في قول النبي: “וְהֵבֵאתִי אֶתְכֶם אֶל הָאָרֶץ” (יחזקאל ל"ו).
---
الحاخام في كنيس "أرام نهراييم" في حولون – قلب نابض لجماعة كاملة
خدم الحاخام نقّار سنوات طويلة حاخامًا لكنيس "أرام نهراييم" في حولون، وأصبح فيه قائدًا ومعلّمًا ومرشدًا ومحافظا على التقليد.
كانت مواعظه مليئة بالحكمة والرّقة، وصلاته مشحونة بخشوع عميق.
وكما قال الحكماء: “תלמידי חכמים מרבים שלום בעולם” (ברכות ס"ד) وهكذا كان نهجه: نشر السلام، توحيد القلوب، وتوجيه الناس بتواضع.
---
كتابه – لؤلؤة فقهية في قوانين الطلاق والخلع
ספרו – פנינת הלכה בדיני גיטין וחליצה
ألّف الحاخام نقّار كتابًا بعنوان "قوانين الطلاق"، طُبع في القدس، وشرح فيه أحكام الطلاق والخلع بدقّة، وبخبرة واسعة، وبمعرفة عميقة لاحتياجات الناس.
الكتاب، المبني أيضًا على مخطوطاته الفقهية، يشهد على غزارة علمه وتجربته الطويلة في منصب القضاء.
---
وفاته – "זכר צדיק לברכה"
توفي الحاخام المرحوم صالح نقّار في:
اليوم السابع من آذار 5751 – 23 مارس1991
وهو اليوم نفسه الذي توفي فيه سيدنا موسى، وفيه صعد الحاخام صالح إلى العالم الأبدي، تاركًا خلفه إرثًا من التوراة والصدق والنقاء لا يُعوَّض.
---
إرثه – “טוֹב שֵׁם מִשֶּׁמֶן טוֹב”
إرث الحاخام الروحي ما زال حيًا إلى اليوم:
محبة التوراة
أداء الوصايا بفرح
تراث يهود بابل
أحكام قائمة على العدل والرحمة
تواضع ونقاء لا نظير لهما
كما قال الملك سليمان: “טוֹב שֵׁם מִשֶּׁמֶן טוֹב וְיוֹם הַמָּוֶת מִיּוֹם הִוָּלְדוֹ” (קהלת ז', א’) –
اسم الحاخام المرحوم صالح نقّار ما زال يضيء للأجيال.
تلاميذه وأفراد عائلته يحيطونه بمحبةٍ صادقة – جيلٌ يواصل طريقه.
وتتحقق فيهم الآية:
‘והיו עיניך רואות את מוריך’
والقول:
‘אִם חָכַמְתָּ חָכַמְתָּ לָּךְ וְלַצְתָּ לְבַדְּךָ תִשָּׂא’
دليلٌ على أن حكمته، رغم أنها كانت له، قد غُرست في القلوب وأثمرت أجيالًا.